قوله تعالى: {فعسى ربّي أن يؤتين خيراً مِنْ جنتك} فيه وجهان:أحدهما: خيراً من جنتك في الدنيا فأساويك فيها.الثاني: وهو الأشهر خيراً من جنتك في الآخرة، فأكون أفضل منك فيها.{ويرسل عليها حُسْباناً من السماء} فيه خمسة تأويلات:أحدها: يعني عذاباً، قاله ابن عباس وقتادة.الثاني: ناراً.الثالث: جراداً.الرابع: عذاب حساب بما كسبت يداك، قاله الزجاج، لأنه جزاء الآخرة. والجزاء من الله تعالى بحساب.الخامس: أنه المرامي الكثيرة، قاله الأخفش وأصله الحساب وفي السهام التي يرمى بها في طلق واحد، وكان من رَمي الأساورة.{فتصبح صعيداً زلقاً} يعني أرضاً بيضاء لا ينبت فيها نبات ولا يثبت عليها قدم، وهي أضر أرض بعد أن كانت جنة أنفع أرض.{أو يصبح ماؤها غوراً} يعني ويصبح ماؤها غوراً، فأقام أو مقام الواو، و{غوراً} يعني غائراً ذاهباً فتكون أعدم أرض للماء بعد أن كان فيها.{فلن تستطيع له طلباً} ويحتمل وجهين:أحدهما: فلن تستطيع رد الماء الغائر. الثاني: فلن تستطيع طلب غيره بدلاً منه وإلى هذا الحد انتهت مناظرة أخيه وإنذاره.